الراية الفاطمية مدير عام
عدد المساهمات : 584 تاريخ التسجيل : 28/05/2008
| موضوع: رد: البساتـيـن الفاطمي . اشتياق المحدود إلى غير المحدود . الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 2:51 am | |
| الزهرة الثالثة والعشرين ₪ حضور القلب ₪
الأول : حضور القلب
قيل في تفسير قوله تعالى : ﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة﴾ أي : بجد واجتهاد وأخذه بالجد أن يتجرد عند قراءته بحذف جميع المشغلات والهموم عنه.
الثاني : التدبير وهو طور وراء حضور القلب فإن الإنسان قد لا يتفكر في غير القرآن على سماع القرآن وهو لا يتدبر والمقصود من التلاوة والتدبر. قال سبحانه : ﴿ أَفَلاَ يتَدبرور الْقُرآن ولَو كَان من عند غَيرِ اللّه لَوجدواْ فيه اخْتلاَفاً كَ ثيراً﴾و قال (ص): ( لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا خير في قراءة لا تدبرفيها).
الثالث : التفهم وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله تعا لى وأفعاله وأحوال أنبيائه والمكذبين لهم، وأحوال ملائكته وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار والوعد والوعيد فليتأم ل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها فإن تحتها أسرار الدقائق وكنوز الحقائق. وقال علي (ع): ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب).
الرابع : التخلي عن موانع الفهم : فإن أكثر الناس منعوا عن فهم القرآن لأستار وحجب أسدلها الشيطان على قلوبهم فحجبت عن عجائب أسراره قال (ص): ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت ) ومعاني القرآن وأسراره من جملة الملكوت.
الخامس : أن يخصص نفسه بكل خطاب من القرآن من أمر أو نهي أو وعد أو وعيد أنه هو المقصود. وكذلك إن سمع قصص الأولين والأنبياء عليهم السلام علم أن مجرد القصة غير المقصود الاعتبار ولا يعتقد أن كل خطابخاص في القرآن المر اد به الخصوص فإن القرآن وساير الخطابات الشرعية واردة على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة)وهي كلها نور، وهدى، ورحمة للعالمين.
السادس : التأثر وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حال ووجد يتصف به عندما يوجه نفسه في كل حالة إلى الجهة التي فهمه ا: من خوف أو حزن أو رجاء أو غيره فيستعد لذلك وينفعل ويحصل له التأثر والخشية ومهما قويت معرفته فكانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه.
السابع : الترقي وهو أن يوجه قلبه وعقله إلى القبلة الحقيقة فيسمع الكلام من الله تعالى لا من نفسه. ودرجات القراءة ثلاث، أدناها أن يقدر العبد كأنه يقرأ على الله تعالى، واقفاُ بين يديه، وهو ناظر إليه ومستمع منه فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتضرع والابتهال.
الثامن : التبري والمراد به أن يتبرأ من حوله وقوته فلا يلتفت إلى نفسه بعين الرضا والتزكية. فإذا تلا آيات الوعد ومدح الصالحين، حذف نفسه عن درجة الاعتبار وشهد فيها الموقنين والصديقين ويتشوق إلى أن يلحقه الله بهم. وإذا تلا آيات المقت والذم للمقصرين شهد نفسه هناك وقدر أنه المخاطب خوفاً وإشفاقاً وإلى هذه المرتبة أشار أميرالمؤمنين (ع) وسيد الوصيين (ع) في الخطبة التي يصف فيها المتقين بقول ه: ( وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم في آذانهم) إلخ.
ومن رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان ذلك سبب قوربه.ومن شاهد نفسه بعين الرضا فهو محجوب بنفسه. فهذه نبذة من وظائف القراءة وأسرارها وفقنا الله لتلقي الأسرار وألحقنا بعبادة الأبرار
عدل سابقا من قبل الراية الفاطمية في الإثنين مارس 17, 2014 5:08 am عدل 2 مرات | |
|
الراية الفاطمية مدير عام
عدد المساهمات : 584 تاريخ التسجيل : 28/05/2008
| موضوع: رد: البساتـيـن الفاطمي . اشتياق المحدود إلى غير المحدود . الأربعاء يناير 08, 2014 8:41 am | |
| الزهرة الرابعة والعشرين ₪ الصلاة الخاشعة ₪
إن الصلاة قضية مركبة: فالذين يصلون صلاة خاشعة في الليل، ولكن في النهار لا يُراعون بصرهم؛ هؤلاء تجاوزوا الحد {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.. والتاجر الذي يصلي صلاة الليل -مثلاً- وهو إنسان غير أمين في التجارة؛ هذا الإنسان لا ينطبقُ عليه {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}.. والذي يقيم الليل، ويؤدي الأمانات، ويحفظ الفرج؛ ولكن إذا دخلَ المجالس يتكلم في كل ما هبَّ ودب؛ هذا الإنسان لا تنطبق عليه آية: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}.. وبالتالي، هنالكَ مجموعة متكاملة، فالذي يريد أن يكونَ من الفالحين، يجب أن تكون صلاته خاشعة، وعن اللغو معرضا، وللزكاة فاعلاً، ولفرجه حافظا، وللأمانة مؤدياً، ..الخ؛ كل ذلك مجموعٌ متكامل.
{الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}.. من الممكن أن تنطبق هذه الآية على الإنسان المصلي، الذي لا يقبل في صلاته.. صاحب تفسير الميزان، عندما يصل إلى كلمة {سَاهُونَ}.. يقول: (أي غافلون، لا يهتمون بها، ولا يبالون أن تفوتهم بالكلية، أو في بعض الأوقات، أو تتأخر عن وقت فضيلتها، وهكذا)!.. عن الإمام الصادق (ع) قال: (تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر).. أيضاً من مصاديق السهو،ِ وعدم الاعتناء بالصلاة: حالة الإنسان عندَ الأذان والإقامة.. ففي الأذان والإقامة هناك اثنتا عشرة دعوة للتعجيل في الإقبال على الله -سبحانه وتعالى- وهو الغني عن عباده، يقول: (حيّ)؛ أي عجل عليّ!.. لو أنَ إنساناً قالَ لخادمهِ: يا فلان، خُذني إلى المكان الفلاني!.. وكرر عليه القول اثنتي عشرة مرة، والخادم لا يبالي.. أقل ما يقوم بهِ هذا المخدوم، أن يسرّح خادمه، لأنه لم يلب نداءه، ولم يعتذر رغم الدعوات المتكررة؟.. فالإنسان إما أن يلبي النداء، وإما أن يعتذر.. أما الإنسان الذي يسمع الأذان في أول الوقت: وهو غير مشغول، وغير مريض.. ومعَ ذلك لا يبالي، وعينهُ في الصحيفة، أو عينهُ على التلفاز، أو في حديثٍ -لا سمح الله- مُحرم مع النساءِ مثلاً.. بماذا يمكن وصف هذا الإنسان؟..
إن القضية في منتهى العظمة!.. ولهذا أحد العلماء الكبار، لهُ كلمة جميلة في هذا المجال، معنى كلامه: بني آدم غير منصف، ربُ العالمين يناديه كذا مرة: عجّل، عجّل!.. وهو لا يبالي.. ولكن إذا سقطَ في فراش المرض، يقول: ربي، عجّل في شفائي!.. ربُ العالمين لعلهُ يقول: هذهِ بتلك!.. الآن وقعتَ في أزمة، وتُريد أن نعجل في قضاء حاجتك؛ بينما نحنُ في كل يوم نناديك: أقبل وعجّل!.. وأنتَ لا تبالي.. أينَ الإنصاف؟..
إن أمير المؤمنين (ع)، هو الخط المستقيم الذي يوصل الإنسان إلى الله عزَ وجل.. عندما بعثَ محمد بن أبي بكر لولايةِ مصر، زوّدهُ ببيان سياسي، بيان بإدارة المملكة، كتب فيه: (واعلم أنّ كل شيء من عملك؛ تبع لصلاتك.. فمَن ضيّع الصلاة؛ فإنّه لغيرها أضيع).. أي تحب أن تكون اقتصادياً ماهراً موفقاً؛ عليكَ بالصلاة في أول الوقت.. تحب أن تكون إنسانا سياسيا موفقا؛ عليك بصلاةِ أول الوقت.. نقرأ في سورة الفاتحة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ أي ماذا تريد: تريد الدنيا؛ إياكَ نستعين.. تريد الآخرة؛ إياك نستعين.. تريد الحور والرضوان؛ إياك نستعين.. فالذي يريد أن يحقق التكامل؛ لابد أن ينسجم مع رب السماء.
عدل سابقا من قبل الراية الفاطمية في الإثنين مارس 17, 2014 5:02 am عدل 2 مرات | |
|
الراية الفاطمية مدير عام
عدد المساهمات : 584 تاريخ التسجيل : 28/05/2008
| |