منتديات الراية الفاطمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الراية الفاطمية

بحب حيدرة الكرار مفتخري به شرفت وهذا منتهى شرفي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الدرس الرابع • العقائد • ( العدل)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الراية الفاطمية
مدير عام
الراية الفاطمية


عدد المساهمات : 584
تاريخ التسجيل : 28/05/2008

    الدرس الرابع   •  العقائد  •  ( العدل) Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الرابع • العقائد • ( العدل)       الدرس الرابع   •  العقائد  •  ( العدل) I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 08, 2012 1:17 pm

اعوذ بالله من شر الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

۩ درسنا الرابع اليوم من سلسلة دروس علم العقائد يتمحور حول الاصل الثاني من اصول الدين وهو ( العدل) ۩


نعتقد أن من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية أنه عادل غير ظالم ، فلا يجوز في قضائه ولا يحيف في حكمه ، يثيب المطيعين ، وله أن يجازي العاصين ، ولا يكلف عباده ما لا يطيقون ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون . ونعتقد أنه سبحانه لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة ولا يفعل القبيح ، لأنه تعالى قادر على فعل الحسن وترك القبيح مع فرض علمه بحسن الحسن وقبح القبيح وغناه عن ترك الحسن وعن فعل القبيح ، فلا الحسن يتضرر بفعله حتى يحتاج إلى تركه ، ولا القبيح يفتقر إليه حتى يفعله . وهو مع كل ذلك حكيم لا بد أن يكون فعله مطابقا للحكمة وعلى حسب النظام الأكمل . فلو كان يفعل الظلم والقبح - تعالى عن ذلك - فإن الأمر في ذلك لا يخلو عن أربع صور :

1 -أن يكون جاهلا بالأمر فلا يدري أنه قبيح .
2 - أن يكون عالما به ولكنه مجبور على فعله وعاجز عن تركه .
3 - أن يكون عالما به وغير مجبور عليه ولكنه محتاج إلى فعله .
4 - أن يكون عالما به وغير مجبور عليه ولا يحتاج إليه فينحصر في أن يكون فعله له تشهيا وعبثا ولهوا . وكل هذه الصور محال على الله تعالى وتستلزم النقص فيه وهو محض الكمال ، فيجب أن نحكم أنه منزه عن الظلم وفعل ما هو قبيح .
غير أن بعض المسلمين جوز عليه تعالى فعل القبيح تقدست أسماءه ، فجوز أن يعاقب المطيعين ويدخل الجنة العاصين بل الكافرين ، وجوز أن يكلف العباد فوق طاقتهم وما لا يقدرون عليه ومع ذلك يعاقبهم على تركه ، وجوز أن يصدر منه الظلم وجور والكذب والخداع وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة وبحجة أنه لا يسأل عما يفعل وهو يسألون .


فرب أمثال هؤلاء الذين صوروه على عقيدتهم الفاسدة ، ظالم جائر سفيه لاعب كاذب مخادع يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وهذا هو الكفر بعينه . وقد قال الله تعالى في محكم كتابه : ( وما الله يريد ظلما للعباد)وقال : ( والله لا يحب الفساد)وقال : (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين)وقال : ( وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة . سبحانك ما خلقت هذا باطلا .



الشرح / تعد مسالة العدل كلاميا من المسائل الخلافية بين فرق المسلمين ، ولكلمة العدل في اللغة اكثر من مدلول ، واستعملت في القران الكريم في اكثر من مدلول ايضا . ومن اهمها المدلولان التاليان المرتبطان بموضوعنا وهما :


الاول/ العدل بمعنى الاستقامة في الفعل بوضع الشيء في موضعه ، فلا ظلم ولا جور.
الثاني/ العدل بمعنى الانصاف الذي ياتي وسطا بين الظلم والتفضل ( الاحسان) . ويكون هذا في المعاملة فلا جور بانتقاص الحق ، ولا تفضل بالزيادة عليه ..



والعدل هو ان يثيب على الحسنة حسنة ويعاقب على السيئة سيئة .
والعدل اسم من اسمائه الحسنى وهو مصدر اقيم مقام اسم الفاعل ( عادل ) بمعنى ( ذي عدل)وهو انه تعالى لا يظلم ولا يجور ولا يجحف في حق ذي حق .
والعدل ايضا في اللغة بمعنى السويه والتسويه ، وفي العرف العام استعمل بمعنى رعاية حقوق الاخرين في مقابل الظلم والاعتداء على حقوق الاخرين ، وعلى ضوء ذلك عرف العدل بانه (( اعطاء كل ذي حق حقه ) .اذن فلا بد ان نتصور اولا موجودا له حق ، لتكون رعاية حقه ( عدلا) والاعتداء عليه ( ظلما) ولكن احيانا يوسع مفهوم العدل ، ويستعمل بمعنى ( وضع الشي في موضعه) وعلى وفق هذا التعريف يكون العدل مرادفا للحكمة ، والفعل العادل مساويا للفعل الحكيم ، اما انه كيف يعين حق صاحب الحق وجهة المصلحة في الشيء فالحديث عنه طويل ويمثل القسم المهم من فلسفة الاخلاق وفلسفة القانون ولا يمكن لنا ان نبحث في هذا الدرس كل هذه المسائل ، بل حتى انني عزفت عن ذكر مواطن الاختلاف بين الفرق الاسلامية في مسالة العدل الى بحوث مستقلة ان شاء الله .



۩ نرجع الى موضوع درسنا ( العدل ) ۩


لناخذ مثال : ان كل عاقل يدرك بان اي احد لو اختطف قطعة خبز من طفل يتيم وبدون مبرر ، او انه ارق دم انسان بريء ، فقد ارتكب ظلما واقترف عملا قبيحا ، وعلى العكس لو اخذ احد قطعة خبز من يد الغاصب واعادها الى الطفل اليتيم ، او انه عاقب القاتل الجاني ، العقوبة التي يستحقها ، فانه قد عمل عملا حسنا وصائبا .ولا يعتمد هذا الحكم بالحسن والقبح وبالعدل والظلم ، على الامر والنهي الالهي ، فان مثل هذا الحكم يحكم به حتى من لايؤمن بوجود الله .
واما ماهو السر في هذا الحكم ، وماهي القوة المدركة التي ادركت هذا الحسن ( ارجاع الخبزه ) والقبح ( سرقتها ) ، فانها مسائل يبحث عنها في ابواب وفروع مختلفة من الفلسفة ياتي ذكرها ان شاء الله .




اذن فيمكن ان يتصور للعدل مفهومان ، / خاص / و / عام / .

احدهما: رعاية حقوق الاخرين .
والثاني : اصدار الفعل على وجه الحكمة بحيث تعتبر رعاية حقوق الاخرين من مصاديقه .



وعلى ضوء ذلك ، فلا يلزم العدل ، القول بالتسويه بين البشر جميعا ، او بين الاشياء كلها، فليس المعلم العادل من يتخذ موقفا واحدا من جميع طلابه ، فيساوي بين الجميع في التانيب او التشجيع سواء المجد من طلابه او الكسول ، وليس القاضي العادل هو الذي يقسم المال المتنازع عليه بين المتخاصمين ، بل ان المعلم العادل هو الذي يشجع كل طالب او يؤنبه مقدار ما يستحقه ، والقاضي العادل هو الذي يوصل المال الى صاحبه .
وكذلك ، فان مقتضى الحكمة والعدل الالهي ، لا يعني خلق المخلوقات بصورة متساوية ، فيخلق –مثلا- للانسان قرون ، او اجنحه ، او غيرها ، بل ان مقتضى حكمة الخالق ان يخلق العالم بصورة تترتب عليها اكثر ما يمكن تحققه من الخير والكمال ، وان يخلق المخلوقات التي تشكل اجزاءه المترابطة بصورة تتناسب وذلك الهدف النهائي .
وكذلك مقتضى الحكمة والعدل ان يكلف كل انسان بمقدار استعداده وقابليته ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ، وان يقضي ويحكم فيه على حسب قدرته وجده الاختياري ، وان يجازيه ثوابا او عقابا بما يتلائم وافعاله ، ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا بما كنتم تعملون ) .



۩ اختم درسنا هذا بايراد شبهة وردها : ۩

الشبهة / تقولون بان الله عادل ؟ ، فكيف تتلائم الفروق والاختلافات الموجودة في المخلوقات وخاصة في البشر ؟ ولماذا لم يخلق الله الحكيم العادل المخلوقات جميعا بصورة متساوية ؟

رد الشبهة / ان اختلاف المخلوقات في المعطيات الوجودية ، ملازم لنظام الخلق ، وخاضع لقوانين العلية والمعلولية الحاكمة على ذلك النظام، وافتراض تساويها هو افتراض ساذج ، ولو تأملنا جيدا في ذلك لادركنا ان هذا الافتراض يعني ترك الخلق! ذلك لانه لو كان كل افراد البشر رجالا ، او نساءا ، لما تحقق التوالد والتناسل ابدا ، ولا نقرض النوع الانساني .



ولو كانت المخلوقات جميعا من نوع الانسان لما جدت شيئا للغذاء ، او ما يوفر لها سائر متطلباتها وحاجتها . الى ما هنالك من امثلة لاتعد ولا تحصى لرد هذه الشبهة . الى هنا ينتهي مبحثنا في الاصل الثاني من اصول الدين وهو العدل ، ولنا عودة باذن الله والاصل الثالث من مباحث علم العقائد ( النبوة ) والحمد لله رب العالمين
متى الملتقى مولاي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://krar-hidri.yoo7.com/profile?mode=editprofile
 
الدرس الرابع • العقائد • ( العدل)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الراية الفاطمية :: راية المدرسة للعلوم الإسلامية :: عـــلم العقائد-
انتقل الى: